31 أكتوبر 2009

التدوين واقع يفرض نفسه، ولكن...

التدوين واقع يفرض نفسه، ولكن...
.

تمكنت المدونات في وقت قياسي، من فرض نفسها على الساحة الإلكترونية، و تمكن المدونون باختلاف مستوياتهم، و توجهاتهم، من خلق متنفس لهم، يستطيعون من خلاله التعبير عن آرائهم، ونظرتهم في مسائل عامة، وخاصة، تمس مجتمعاتهم الصغيرة منها، والكبيرة، كما لجأ بعض الصحفيين إلى التدوين، عن طريق حجز مساحة عبر شبكات، ومواقع التدوين الخاصة؛ ليفرغ مكبوتاته التي لطالما منع من نشرها في المؤسسة التي يعمل لديها.
وبتطور المدونات، وانتشار استعمالها، تطورت نظرة المدونين، ومالت إلى الإتحاد، فبرزت الاتحاديات الخاصة بالمدونين المصريين، المغاربة... و حتى العرب، ليتكتل هؤلاء المدونون في تجمعات، تنادي بالاعتراف بهم، وفرض أهدافهم، و تطلعاتهم.
وبعد سلسلة من التطورات، حاولت فرض التدوين كنوع من أنواع الصحافة الإلكترونية، بادرت - مؤسسة صاحبة الجلالة، بحضور مجلس نقابة الصحفيين، ومن خلال ندوة جاءت تحت عنوان "المدونات الإلكترونية بين الممارسة والقانون"- بتسليط الضوء على التدوين بين كونه طريقة حديثة للنشر، وإبداء الرأي، و بين التجاوزات التي قد يقع فيها المدون؛ ليعتدي بذلك على حرية الآخر.
هذا وكان هاني عمارة، عضو مجلس نقابة الصحفيين، قد أعلن أن مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، قد أمر بتشكيل لجنة تضم عددا من المختصين و الخبراء؛ لتحديد معايير الصحيفة الإلكترونية، وطريقة تجعل إمكانية إلحاق المدونين لعضوية نقابة الصحفيين، وفقا لمعايير المحرر الإلكتروني التي سيتم وضعها، معللة ذلك بأن النقابة لا يمكنها إهمال المدونين، بعدما احتلوا مكانة هامة في البناء المعلوماتي للمجتمع المصري.
من جهته أعلن أيمن فاروق، المدير التنفيذي، لمؤسسة صاحبة الجلالة أن شبكة الإعلاميين؛ من أجل اللامركزية، ستشرع في إعداد دراسة شاملة، تتطرق فيها لإيجابيات، وسلبيات المدونين، من خلال تجميع قاعدة بيانات حولهم، تساعد في الاتصال بهم بعد ذلك؛ لعقد مؤتمر عام يبحثون فيه المشاكل التي يتعرضون لها.
هذه المبادرة، التي أثلجت صدور عدد كبير من المشاركين، و المدونين، و التي رأوها خطوة إيجابية؛ لتشجيع الصحافة الشعبية، ألقت بظلال الاستياء على الصحفيين الممارسين للمهنة، في عدة مؤسسات إعلامية، سواء كمحررين أو مراسلين، و الذين لازالوا يصارعون ظروف مهنة المتاعب؛ للحصول على عضوية نقابة الصحفيين، التي بات يراها الكثيرون شيئا صعب المنال.
و إن كانت النقابة ترى أن إهمال فئة المدونين أمر غير عادل، فهي اليوم تطالبهم بالنظر لحال الصحفيين العاملين في المجال الإعلامي المحض؛ للنظر في ملفاتهم، و منحهم عضوية نقابة الصحفيين.
و في انتظار الإجابة على عدة تساؤلات، تطرح نفسها في الوقت الحاضر، يبقى أن تحمل لنا الأيام القادمة إجابات قد تكون مقنعة .
.

ليست هناك تعليقات: