14 فبراير 2009

رحلة انسان ...


ما الحياة إلا محطة ينزل فيها جميع البشر ... صفحات ملؤها التناقضات ... فهي تجمع بين الشيء وضده ... بين الصدق
والكذب ... بين الضحك و البكاء ...
بين الأمانة والنفاق ... وبين و بين ...


وإن دققت وجدتها كتابا خطّ في صفحته الأولى : في يوم كذا ولد فلان بن فلان على الساعة كذا ليستقبل هذه الحياة بصرخة تدوي في الأرجاء لتعم المكان و بكاء متواصل سرعان ما يهدأ ، لا أعلم معنى ما يحصل في كل يوم ولادة تشهده الحياة أهي دموع فرحة نزلت على وجنتي خد بريء لانبهاره بالحياة
و ارتمائه في أحضانها و هو في درجة من السعادة لم يجد أحسن من الدموع و الصراخ عاليا للتعبير عنها ، أم هي دموع حزن تسلسلت ثم انهمرت لأنه يعلم ما تضمه الحياة و ما ينتظره من تعب و جهد و هو يخش أن لا يكون أهلا لها ... وفي الحالتين يبدأ البني آدم كتابة مسيرته على أوراق ندية يحملها كتابه و يضم إلى صفحاته مزيجا من الأحاسيس المتمايزة و المختلفة على حسب اليوم و الشهر و السنة فقد تجدها متعبة أحيانا لكنها لا تخلو من طعم السعادة الذي يأتيك من حيث لا تحتسب ليعيد البسمة و يرسمها على شفتيك، و قد تراها مريحة أحيانا أخرى إلا أنها تضم لحظات يأس تنتابك بين الفينة و الأخرى تقتل فيك جميع المعاني الايجابية . أما في صفحة الكتاب الأخيرة فهي تحمل بيانات فحواها في يوم كذا رحل فلان بن فلان على الساعة كذا ... ليتم بذلك رحلته و يُغلق كتابه الذي يشهد على آثار أعماله و ينزل إلى محطته الأبدية أين سيستقر هناك .
.
هي رحلة إنسان ... قد يبدو الكتاب سميكا و مليئا بالأحداث ... و صاحبه كثير المواقف التي تشهد على صدقه و أمانته و قد يكون العكس تماما ... مهما اختلافنا فإننا سنوارى إلى مكان واحد ... مكان كتب على شاهده مر يوما ما من هنا ...

.
.
نشر في جريدة شباب مصر

ليست هناك تعليقات: