05 فبراير 2009

قاموس الحياة المعاصرة



آه عليك يا زمن ...


تغيرت فيك كل المعاني و تبعثرت فيك الحروف و باتت كل كلمة تحمل في طياتها معنا قاموسيا إيجابيا تضم إلى كل ما ليس له محل من الحياة المعاصرة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، أضحت عبارة صلة الرحم غريبة المعنى ... ثقيلة المسمع ... يسهر على تنفيذها غير العقلاء ...
و بهذا فقدت محلها من قاموس من يطلق عليهم العقلاء تبعا لمعايير هذا العصر ... حتى العبارات الاعتراضية على السوء و أشكال الفساد ... غاب محلها و تشرد معناها و ضاع وسط زخم التأييدات ... فلم تجد لها محلا إلا في مذكرات من يؤمنون بأن السكوت عن الحق شيطان اخرس .


بالمقابل أصبح للأفعال الماضية الناقصة دور مهم ... بل و رائد في زمن العولمة ...
و كل يتقيد بدورها : يرفع شعارات الأخلاق و المساواة لكنه ينصب على أول من يتعامل معه تحقيقا لمصلحة في نفسه ... و عدد و لا تحصي الكلام المشبه بالأفعال ... فقد اكتشف الكثيرون موهبتهم الرهيبة في سن الخطب و الأقاويل دون العمل
على تنفيذها مما يجعلها مجرد أمنية و ترجي يستأنس بها كل من يتخذ من الأمل صديقا ...



تناقضات عديدة تعتري زمننا هذا ... و أصناف بشرية مختلفة التفكير ... قليلون هم أم كثيرون ليس هذا ما يثير اهتمامنا ... المهم أننا نجد من يقاوم و يأمل في التغيير، و يعمل جاهدا على حذف الكلمات السلبية من جمع القواميس السالمة .


نشر في شبكة الصحيفة العربية الالكترونية

هنا

ليست هناك تعليقات: