23 أغسطس 2008

صديقي الصدوق



في أوقات ضعفي ...
في قمة يـــأسي ...
أجده يفتح لي ذراعيه لأرتمي في أحضانه
لأستمد منه حب الحياة


في عز أفراحي ...
في ذروة قوتي ...
أجده لا يفارقني و دائما بجانبي
هو معي في كل حالاتي
و بجميع تقلباتي فهو من يفهمني ...

كيف لا و هو الذي يصبر على زلاتي ...
هو من يواسيني عند حزني ...
هو من ينتشلني من عالم الألم ...
هو من يسعدني و يرفع معنوياتي ...
هو من يساندني و يدعمني لتحقيق أهدافي ...
تعجز كلماتي عن وصفه فهو كل شيء
في حياتي
أو عرفتم من يكون خليلي
إنه و ببساطة


:: الأمل ::

19 أغسطس 2008

ضمائر الغائب



قد يأخذك العنوان للوهلة الأولى إلى ما أخذناه في دروس اللغة العربية لكن لا تتسرع فنحن لسنا بصدد مراجعة درس من دروس قواعد الصرف ... لكن واقعنا جعلني أشبه ضمائرنا بضمائر الغائب لما لها من شبه كبير في التسمية والتصريف ... محلها من الإعراب على حسب موقعها في هذه الدنيا المعقدة التركيب ... فقد تكون في محل نصب واستغلال و قد تأتي في محل جر الإهمال و التسيب ... كما قد ترد في محل ضم كل ما هو سلبي لقاموسنا في هذه الحياة ... هادمين بذلك كل شيء يمت للإنسانية بصلة ...

اختلفت الأسباب و تعددت ... و النتيجة واحدة : بيع الضمائر في العلن ... سوق مفتوحة للمزاد... فلا شيء من غير مقابل ... وكل الطرق مشروعة في هذا العالم الذي أعمت المادة عيون الكثيرين منهم ... المهم بالنسبة لهم إرضاء النفس الجشعة و إشباع أنانية الإنسان المتنامية ... لا حدود تمنعهم ... لا قوانين تردعهم ... والأسوء لا ضمير يؤنبهم ...

بين هذا و ذاك ... ووسط هذا الزخم الملئ بالتناقضات التي باتت تثقل كاهل الكثيرين من الناس الأسوياء ... تبقى نظرة التفاؤل تلوح ولو من بعيد ... حين نقابل من خلقوا من معدن يضم في مكوناته عديد الصفات الإيجابية التي بتنا نستغرب وجودها في زمننا هذا ...
.
نشر في جريدة شباب مصر

16 أغسطس 2008

نظرة لغد افضل



لكل منا في هذه الحياة ذكرياته الحرجة و المؤلمة و كل منا يتمنى لو لم تمر عليه مثل هذه المواقف الحادة كسحابة صيف شتوية تمطر و ترحل ... مخلفة آثارا و تاركة بصمات على صفحات حياتنا ، لكن الاختلاف بيننا جميعا يكمن في قدرة الشخص على تجاوزها و مدى استعداده للتغلب على هذه الحالة الكئيبة التي تجتاحه و تسيطر عليه غير تاركة مساحة للتفكير في كل لحظة مبهجة مرت عليه ...

و لهذا تعلم كيف تصنع من الصخور المبعثرة التي تعرقل طريقك سلّـما ترقى به حتى يشتد عودك و يقوى و تعلم كيف تنسى ما مضى و عدى من أيام صعبة آخذا إياها عبرة تعتبر بها في المستقبل ... فمن الخطأ نتعلم

ولا تقبل أن تتحول إلى آلة تضخ الحزن ضخـا و تخزنه تخزينا ... فتحصر نظراتك و تشحن مشاعرك بطاقة سلبية تعميك عن رِؤية كل جميل يحيط بك ...

تذكر أن الحياة ما هي إلا تجارب نتعلم منها ... فتعلم كيف تكسر القيود التي كبلتك و جعلتك رهينة لماضيك و تعلم كيف تعيش بقلبك السابق و لكن بنظرة ملؤها التحدي متخذا حياتك المستقبلية ميدانا له لتتمكن بعدها من تحقيق المحال ...

15 أغسطس 2008

بين الأمس و اليوم


حال الدنيا اتغير ...

العبارة دي أنا سمعتها من الحاجة زبيدة سيدة محترمة و شديدة الطيبة رسمت الحياة على وجهها السمح خطوطا عميقة عمق تجربتها في هذه الحياة ... زرتها في بيتها المتواضع و البسيط ... آملة في التعرف على نظرتها لحال لدنيا بين الأمس و اليوم ... ظلت تردد تلك العبارة وكلها أسف مع تنهيدة عميقة يصاحبها "أستغفر الله العظيم" فهي تحن إلى زمن مضى ... بمجرد سؤالي لها عن الفرق بين أيام زمان و دلوقتي ردت دون تفكير : بساطة الحياة و راحة بال الناس ... زمان الناس كانت طيبة و تراعي بعض و تخاف على بعض قلتلها و أنا أهز رأسي راح فين كل ده ... ردت و قد ارتسمت على وجهها ملامح الحزن ... دلوقتي خلاص كل واحد عايش لنفسه و بس ... مش بيفكر في غيره حتى اللي عايشين معاه تحت سقف واحد مش داري بيهم ... كانت تسكت قليلا و كأنها تريد أن تقول لي أحكيلك إيه و لاّ إيه ... ثم تواصل في كلمات متثاقلة دلوقتي كل حاجة بقت موجوده اه ... و ممكن نجيب اللي احنا عاوزينه اه بالفلوس اللي بقت الشغل الشاغل للناس ... قاطعتها من غير قصد و قلتلها فعلا الماديات أكلت عقل الناس و بقت محور حياتهم الرئيسي على حساب حجات ثانية ... ردت في حسرة أيوة الفلوس على حساب حجات كتيرة أهم و بكل الطرق المشروعة و الغير مشروعة المهم الفلوس ... بس هم ّ نسيوا أهم حاجة الأخلاق و راحة البال اللي لا يمكن حد يشتريها و لا يبيعها ... فعلا لا تشترى و لا تباع ... بس مش عارفة إذا كانوا ناسيين فعلا و لا بيتناسوا ... ردت علي النتيجة واحدة ضياعنا وسط الحجات الوحشة اللي بنشوفها اليومين دول ... طيب تقدري تقوليلي فين الجار اللي كان يسأل على جاره ... فين روح التعاون اللي كانت تجمع سكان الحي في الفرح أو القرح ... فين و فين ... ؟ معرفتش أجاوب عارفين ليه لأنهم قليلين في زمننا ده ... كنت اسمعها بكل انتباه ... كلامها ولد تساؤلاتي و أثارها ... لماذا أصبحنا نجد الخيانة أكثر من إيجادنا للوفاء و الإخلاص كأننا نبحث على ابرة في كومة قش ... لماذا عوض الكره الحب في قلوب البعض ... لماذا سيطر الحقد و أعمى بصيرة البعض الأخر و تخلوا بذلك عن التسامح
و العفو ... لماذا تغير حال الدنيا؟

الحاجة زبيدة و هي بتتكلم لفتت انتباهي لنقطة هي قالتها ... بقينا لما نشوف شخص صالح نتعجب و نندهش ... مع ان العكس هو اللي لازم يكون ... ألهذه الدرجة قل أصحاب الشيم الصالحة وسط زخم الطالحين ... مع ذلك أنا دائما أومن أن الدنيا لسه بخير و مينفعش نعمم ... لكن مع ذلك لا ننكر أننا نجد من تغير و لهذا تساؤلاتي كانت تذهب
و تجيء ... من غير فينا قيمنا و أخلاقنا السامية ... من قلب حياتنا رأسا على عقب صرنا نمدح الطالح و نذم الصالح ... نحن المسئولون أم ظروف الحياة الصعبة التي نواجهها فلا يقوى بعضنا على تحملها أم ماذا ؟


بين الأمس و اليوم دروس تحتاج إلى تقييم و بحث في الأسباب ... ودعت الحاجة زبيدة و كلي إعجاب بكلامها ... رغم أنها لم تدخل مدرسة إلا أن مدرسة الحياة نحتت في شخصيتها أنبل الصفات و أجملها ... و الآن أوجه أسئلتي لكم حقيقي حال الدنيا اتغير على رأي الحاجة زبيدة أم أنه نتاج لتوالي تطورات الحياة ... و ما نشهده اليوم نتيجة متوقعة لها و لنا في ذلك جزء من المسؤولية ...