22 يوليو 2009

محمد طاهر: قلم يبشر بالكثير من الخير

محمد طاهر: قلم يبشر بالكثير من الخير

يلفت انتباهك منذ قراءتك الأولى لأحد نصوصه النثرية... تلاحظ همّته و إبداعه من خلال ما ينشره في الصحف والمواقع الإلكترونية من كلمات حبرية، وفي كل مرة تتأكد من أنه كاتب راق يمتلك قلما ماسيا يبشر بالكثير من الخير.
يكتب بطريقة مختلفة، يسكب نصوصه بقوالب وأشكال جديدة، ويُحمّل لغته بالإضافة لمعانيها القاموسية، رشة إبداع تجعلها تضيف إلى تلك المضامين مضامين أخرى. طموحه لا متناه، رغم كلّ التّحدّيات التي يواجهها في زمن الأرق. قارئٌ، يجعل الاستراحةَ بين الكلمة والجملة كتابًا للمتعة. داهمته الكلمات فلم يحاول ترويضها ولا سَجْنَها ... بل تركها تنطلق على سجيّتها، فكانت تعويذة عشق ... العمل الأدبي الأول الذي جمعه بالكاتبة و المدونة المتألقة عايدة بدر. لنتعرف أكثر على الكاتب المبدع محمد طاهر من خلال هذه السطور.

.

.

.

  • بعيداً عن عالم الكتابة من هو محمد طاهر ؟ إنسانٌ، لا يرى في نفسه سوى شيئا يؤمن به ويسعى لإيجاده في خارج حدوده ...
    كاتبٌ، يحاول أن يبني تاريخا يشرفه في وقت لن يشعر فيه بذلك الشرف ... بسيطٌ، يحمل فوق رأسه أحلاما وآمالا وطموحات وهموما ...

  • حينما كنت صغيراً ماذا كنت تتمنى أن تصبح؟ تمنيت أشياء عدة، منها أن أصبح مدرسا مثل والدي أو أن أصبح مهندسا، بالرغم من أن ميولي كانت للأدب أكثر منها لأي شيء آخر، حيث أنني بدأت القراءة في مرحلتي الابتدائية، إلا أن الحلم في أن أكون مهندسا ظل يراودني، قد يكون لقدرتي وأنا طفل على الرسم الجيد سببا في ذلك لكن ما لم أنتبه له قط إلا مؤخرا.

  • متى و كيف بدأ ميولك إلى الإبداع؟ يعتقد الكثير أن النتيجة النهائية لمحبي القراءة أو رد الفعل الإبداعي الطبيعي لهم، أن يبدأوا في الكتابة، و أعتقد أنه ما حدث لي، بدأت بكتابة أشياء متفرقة لا تجتمع تحت اسم واحد، إلى أن قادني تفكيري إلى توظيف ما أكتب ضمن شكل أدبي محدد كي يخرج إلى القراء واضح المعالم.
  • ما الكتب التي تستقطب اهتمام محمد طاهر؟ أبحر في عالم الكلمة الاستوائي الذي لا بداية و لا نهاية له، أنهل من شتى المجالات، أحلق مع علوم الفضاء و أغوص في علوم الهندسة و الفيزياء، أتمعن في الأديان، إلا أنني أحبذ السباحة بين سطور الأدب.
  • لك ميل واضح للصحافة الأدبية، فمالذي يستهويك فيها؟ أعتقد أن التخصص من أهم ما يجب أن تتصف به العديد من المجالات مثل الصحافة، لا أقتنع بأن يوضع صحافي في مجال الصحافة الأدبية وهو لا يعرف مثلا من هو الشنفرى ومن هو تأبط شرا وغيرهم، و أعتقد أن دراستي أهلتني كثيرا لأن أكون أهلا لهذا الموقع.
  • لكل منا رمز يقتدي به، يجعله يسير على خطاه، من هو القدوة بالنسبة لمحمد ؟ منذ بداية تكوين الوعي عندي في مرحلة مبكرة أظنها من عمري، لم أضع نصب عيني سوى عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ، أجدهما شخصين تتمثل فيهما الرجولة بكافة معانيها، عاشا وماتا في سبيل تحقيق حلم.
  • ماذا تمثل هذه الكلمات لك: الحياة، الحلم، القلم، الإبداع، تعويذة عشق ؟ الحياة، إذا كانت الأشياء تتمايز بضدها فالحياة هي نقيض الموت إن لم تكن هي الموت من أراد أن يحيا فلا عليه إلا أن يميت كل ما ينغص عليه حياته أن يقتل أمسه الذي تسبب في تعاسته و أن يحيا يومه هذا فقط وكأنه آخر أيام حياته فقد يكون بالفعل آخر أيام حياته. الحلم، عن ألم الواقع وهو العالم اللامحدود هو كل شيء ولا شيء لكن من حقي أن أحلم و أن أرى نفسي كيفما شئت في أي موقع أحب أن أكون به هو كل شيء إذا تمسكنا به و هو لا شيء إذا لم يكن سوى تمني. القلم، هو كاتب التاريخ و السلاح الذي لا يفنى. ما ولا زلت أحلم بذلك هو الواقع والماضي وهو المتنبئ بالمستقبل وهو الشاهد على كل شيء. الإبداع، هو نتاج لحظة جنون لا يستمتع به سوى المهووسون. تعويذة عشق، المولود الأول لي هو الابن الذي كان جنيني أنا، كان حلما فخاطرا فاحتمالا ... ثم أصبح حقيقة لا خيالا كما تقول أم كلثوم. هو مشهد بين اليقظة و النوم لم أدعه يضيع من خيالي بل سعيت و لهثت خلفه حتى تحقق.
  • كيف جاءت فكرة تعويذة عشق؟ الفكرة جاءتني في لحظة بين الغفلة واليقظة، رأيتني مع الدكتورة عايدة بدر نجلس مع أحد المقدمين على منصة يستمع إلينا عدد غفير من الحضور نتحدث ونناقش كتابا صدر لنا، في اليوم التالي تحدثت مع د/ عايدة في بادئ الأمر ظنت أني أهذي أو أنه مجرد كلام أقوله فقط وحينما بدأت بتجميع ما أكتب وتوظيفه وتجميع ما تكتب هي الأخرى وإقناعها بالأمر أكثر وأكثر بدأت تحلم بنفس الحلم انتهينا من الكتاب وجمعنا زخاتنا ونسقناها فكانت تعويذة عشق.
  • ما سر اختيارك لقصائد النثر كنوع أدبي ؟ في ظل دراستي بكلية الآداب قسم اللغة العربية لمدة أربع سنوات لم أكن أشحن ضد شيء أكثر من قصيدة النثر، وقد تم عرض العديد من الأشكال التي تعبر عن هذا الفن،كان معظمها رديئا وغير مفهوم، بالطبع أنا ضد قصيدة النثر لكن أنا ضدها كاسم لا كمسمى أعترف بوجودها فنا قائما بذاته لكن لا أعترف أن يسمى كاتبه شاعرا فليسمى بأي اسم آخر. الجميل في هذا الفن أنك تكتب بلغة شعرية لكن بتحرر من القيود بتحرر من كل شيء وهذا ما جذبني لها.
  • ما هي العراقيل التي تصادف محمد طاهر في مسيرته الإبداعية ؟ التكاليف المادية تحجم وتقلل من قدرتك على النشر إذا كان لديك الغزير من الأعمال و هذه هي أصعب ما نواجه دوما كذلك قلة عدد القراء في مصر أن تكتبي وأنت تعلمين أنك تكتبين لمن لن يقرأ هو كذلك شعور سخيف.
  • برأيك من هو الكاتب الناجح ؟ هو الذي يستطيع أن يبقى رغم الظروف هو من يؤمن بنفسه وأنه كاتب ناجح بذلك سيظل هو من يحترم عقلية القارئ ويحترم ثقافته من يستطيع بقلمه أن يقول ما يريد أن يقوله الملايين أن يعبر عن القبيح ليس بأقبح منه. هو من يذهب بالقارئ خارج حدود نفسه وخارج كل الموجودات.
  • هناك العديد من المواهب في مصر مدفونة تحت الأرض. ترى من المخطئ في ذلك؟ الشباب أم المسؤولون؟ الحياة في مصر معركة، إما أن تحيا أو أن تتواجد لذلك نجد الكثير من الموهوبين الذين يبدأون ثم لا تجدينهم بعد ذلك هو عيب الثقافة المجتمعية، الثقافة التي تولي الراقصة قدرا أكبر مما توليه للكاتب .
  • ماذا يعدّ لنا الكاتب محمد طاهر للمستقبل من نتاج أدبي ؟ مشاريعي الأدبيّة كثيرة، منها ما أصبح مخطوطا جاهزا ينتظر الطّباعة، وهو كتاب اتخذت من نفس الشكل الأدبي شكلا له سيكون اسمه تســابيح إن شاء الله. أما مشروعي الأدبي الكبير فهو كتابة رواية عالية القيمة الأدبية، والفكرة تعتمل في داخلي و تتبلور على مهل، ذلك أنها تجربة يجب أنْ تختمر.
  • كلمة أخيرة؟ أريد أن أشير إلى شخص يقف دوما بجانبي، يحوطني ويرعاني و يؤمن بي أكثر من نفسي و يراني دوما كما أريد أن أكون مسبقا، شخص أتوجه له بالشكر طيلة حياتي.

.

.

نشر في:

جريتك الإلكترونية