24 مارس 2009

لغة الضاد تشكو عاداتنا


تتوالى السنوات ... تندثر أجيال و تأتي أجيال أخرى
و لكل حقبة سماتها و عيوبها و في زمننا هذا
بات التغير المستمر أحد نعوت الواقع الراهن
فقد تغير كل شيء فينا بما فيه عاداتنا ...

اعتدنا أن نشتق أفعالنا من أفعال الهوان و الخمول
اعتدنا أن ( ننصب ) و نستغل من هم أضعف منا
اعتدنا أن ( نجر ) الخيبة و نجعلها شعارا لنا
اعتدنا أن ( نضم ) السلبيات إلى قاموس حياتنا
اعتدنا أن نكون ( ضميرا مستترا ) حين تتطلب منا المواقف الجرأة و التحدي
اعتدنا أن يتكلم كل واحد منا عن نفسه وفقط و يتناسى ( نا الجماعة )
اعتدنا أن نسيء للآخرين - بقصد أو بغير قصد -
و نوظف ( الأفعال المتعدية ) لننصب على ( مفعولين ) بدل واحد
اعتدنا البكاء على ما مضى و حصر أفكارنا في ( كان و أخواتها )
اعتدنا التجرد من مسؤولياتنا كما يتجرد ( الفعل المزيد ) من حروفه
كثرت عاداتنا و تغيرت
و بات لزاما علينا
بـ ( فعل الأمر )
أن نغير حالنا و نصنع ذاتنا
لنكون محل رفع ( الفاعل ) لا نصب ( المفعول به )
.
.
.
نشر في مجلة أقلام الثقافية

17 مارس 2009

تستمر الحياة ... و هاهو الوقت يضيع





الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك


مقولة كثيرا ما ترددها الأفواه، لكن القليل من يعمل على تطبيقها، بل حتى إذا سعيت لتفعيلها
وجعلها شعارا تسير عليها وجدت من يعيقك بل ويسعى جاهدا ليضيع عليك وقتك ...
فمثلا تضطر للانتظار طويلا لتركب أي وسيلة نقل للذهاب إلى مكان عملك أو دراستك، و عند وصول أي مكروباص ستجد نفسك تصارع من يقاسمونك نفس المعاناة يوميا للفوز بمكان تقف فيه لتصل إلى وجهتك، و تستمر الرحلة و ها هو الوقت يضيع ...
.
و حتى لو كنت ممن كرم الله عليهم بسيارة، فأنت لن تسلم من الذين يضيعون عليك وقتك لأنك لا محالة ستجد نفسك وسط كم هائل من السيارات، ما يشكل ازدحاما رهيبا و ستصارع طبعا مع من يقاسمونك هذه المعاناة اليومية للخلاص من هذا الازدحام و الفرار منه، و تستمر الرحلة و ها هو الوقت يضيع ...
.
و إن لم تكن لا من الذين يركبون المواصلات أو من أصحاب السيارات، و قررت السير على قدميك لأن مشوارك لا يستدعي لا هذا و لا ذاك، ستجد من يقاسمونك هواية المشي مما يجعل الشوارع مكتضة بالمارة ... فتضطر للتأسف في كل مرةأردت أن تسبق أحدهم أو تتعدى الآخر، و تستمر الرحلة ها هو الوقت يضيع ...
.
وما أجمل لو قصدت أي مكتب لاستخراج أوراق أو دفع ملف أو الاستفسار عن قضية غامضة، ستجد من يستقبلك بعد مضي ساعة أو ساعتين في أحسن الحالات أما أسوأها فهي أن تضطر للرجوع مرة أخرى لتكرر معاناة الانتظار، و تستمر الرحلة وهاهو الوقت يضيع ...
.
و في آخر اليوم، ستجد أنك قد أضعت ساعات طويلة من دون فعل مفيد أو غاية تذكر و أنه من تسبب في ذلك أناس يعتقدون أنهم يعملون على خدمتك و أن وقتهم من ذهب، وفي المقابل لا عمل لك سوى انتظارهم. فاحرص أن لا تكون ممن يضيعون وقتهم ووقت غيرهم.
.
.
نشر في جريدة شباب مصر