15 نوفمبر 2008

هذه أنا ...



بالليل لا يزور النوم جفونهم
و تجدهم يتقلبون يمينا و شمالا
و أعينهم معلقة إلى سقف الغرفة
أو إلى احد أركانها الأربعة
يستسلمون للتفكير في كل شيء

و في أي شيء ...

و الصباح وقت مناسب
يستغلونه للتخفيف من معاناتهم
فهم كلما قابلتهم لا ينفكون

يشكونك همومهم و مشاكلهم
المعقد منها و البسيط

هو الحال كل يوم ...
و الأيام تعيد نفسها
كلما صادفتهم في طريقك
أستغرب همهم و تضخيمهم لأصغرالأشياء
و نحن طبعا مطالبون بالاستماع لهم
وإلى شكاويهم المتواصلة
و لا تخف فأنت غير مطالب بإيجادالحلول
فقط كن الصاغي لآهاتهم المطولة
لأنك مهما قدمت من نصائح
ستجدهم يتكلمون
عن نفس الأحزان و المشاكل
أو بالأحرى ما يحسبونه مشاكل


و هم يستغربون أشد الاستغراب
لما تقابلهم دون أن تثقل كاهلهم
بجملة من الأخبار المحبطة
و تطمئنهم انك والحمد لله بخير
و أنك تنام نوما عميقا
في أي مكان وجدت فيه
بمجرد وضع رأسك على المخدة
و للأسف منهم من يظنك تهرب من الواقع
بنومك الهانئ و راحة بالك
التي قد يحسدونك عليها
و قد يخالونك معصوما
من الأحزان و المشاكل الصغيرة
التي يولونها اهتماما كبيرا
و حيزا كبيرا من حياتهم
التي لا تحلو دون ذكرها لكل من صادفهم


و لكنهم لا يعلمون
أني قد أكون أكثر حزنا منهم
و مع ذلك أقابلهم بابتسامة عريضة
فقد تعلمت التغلب على المصاعب ومواجهتها
و تعلمت أن أكتم بدل بيع همي لغيري
فأنا احتفظ بما يخصني لنفسي وفقط
نشر في جريدة شباب مصر